الجمهوريّة العراقيّة...نبذة تاريخية...3
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجمهوريّة العراقيّة...نبذة تاريخية...3
الاحتلال الإنكليزي للعراق:
وصلت الحملة الإنكليزية من الهند بقيادة الجنرال ديلامين إلى مياه شط العرب فاحتلت مدينة الفاو ثم دخلت مدينة البصرة عام 1914 م ـ 1333 هـ. وتتالت المدن العراقية بالسقوط إلا أنها توقفت قبل بغداد، إلا أن نجاح مراسلات الشريف حسين ـ مكماهون شجعت الإنكليز على المضي قدماً بمتابعة الزحف إلا أنهم واجهوا صعوبة أمام الجيش العثماني الذي صدهم وأرغمهم على التراجع، إلا إنهم عادوا ودخلوا بغداد وتابعوا سيرهم إلى الشمال. في هذه الأثناء كانت قوات الشريف حسين بقيادة ابنه فيصل تتجه من شبه الجزيرة العربية باتجاه بلاد الشام مدعومة بقوات فرنسية وانكليزية. وسرعان ما قام الفرنسيون والبريطانيون بتوقيع اتفاقية (سايكس ـ بيكو) فيما بينهم حيث تقاسموا بلاد الشام والعراق وذلك في رجب 1334 ـ أيار 1916.
وهكذا أصبح العراق تحت الانتداب الإنكليزي، وبدأت نقمة المسلمين والوطنيين العراقيين ضد الانكليز وخاصة عند اعلان اتفاقية سايكس ـ بيكو ثم ظهور وعد بلفور المشؤوم. إضافة إلى الممارسات الداخلية خاصة في مجال الضرائب . وانفجرت هذه النقمة عبر ثورة عارمة عرفت باسم الثورة العراقية الكبرى.
وصلت الحملة الإنكليزية من الهند بقيادة الجنرال ديلامين إلى مياه شط العرب فاحتلت مدينة الفاو ثم دخلت مدينة البصرة عام 1914 م ـ 1333 هـ. وتتالت المدن العراقية بالسقوط إلا أنها توقفت قبل بغداد، إلا أن نجاح مراسلات الشريف حسين ـ مكماهون شجعت الإنكليز على المضي قدماً بمتابعة الزحف إلا أنهم واجهوا صعوبة أمام الجيش العثماني الذي صدهم وأرغمهم على التراجع، إلا إنهم عادوا ودخلوا بغداد وتابعوا سيرهم إلى الشمال. في هذه الأثناء كانت قوات الشريف حسين بقيادة ابنه فيصل تتجه من شبه الجزيرة العربية باتجاه بلاد الشام مدعومة بقوات فرنسية وانكليزية. وسرعان ما قام الفرنسيون والبريطانيون بتوقيع اتفاقية (سايكس ـ بيكو) فيما بينهم حيث تقاسموا بلاد الشام والعراق وذلك في رجب 1334 ـ أيار 1916.
وهكذا أصبح العراق تحت الانتداب الإنكليزي، وبدأت نقمة المسلمين والوطنيين العراقيين ضد الانكليز وخاصة عند اعلان اتفاقية سايكس ـ بيكو ثم ظهور وعد بلفور المشؤوم. إضافة إلى الممارسات الداخلية خاصة في مجال الضرائب . وانفجرت هذه النقمة عبر ثورة عارمة عرفت باسم الثورة العراقية الكبرى.
الثورات العراقية:
ثار الشعب العراقي كله ضد الاحتلال البريطاني، فشُنت عليه عدة عمليات أدت إلى إصابته بخسائر فادحة بشرية ومادية. ولكن تبقى ثورة عام 1920 هي الأبرز في تاريخ الثورات العراقية ضد الإنكليز.
اندلعت الثورة على أثر إعلان بريطانيا عن نيتها فرض الانتداب تنفيذاً لمقررات سان ريمو. فعقد اجتماع وطني كبير ضم عدد كبير من زعماء القبائل، وكانت روح المقاومة تغلي في صدورهم. فقرر المجتمعون خوض النضال والثورة ضد الاحتلال حتى تحرير كامل البلاد.
فقامت سلطة الانتداب البريطاني باحتجاز أحد شيوخ القبائل، الأمر الذي أثار أفراد قبيلته وزعماء باقي القبائل إذ كانت هذه الحادثة هي الشرارة الأولى، وشرع العراقيون بإعدام الضباط والجنود الإنكليز وامتدت هذه الثورة في مختلف أرجاء العراق وكان ذلك في حزيران 1920 من الرميثة. وقد استطاع الثوار العراقيون استرجاع العديد من الثكنات العسكرية التي كان يحتلها الإنكليز، كما ألحقوا بالقوات الإنكليزية خسائر فادحة (بشرية ومادية).
في مقابل حشد المحتلون أعداداً ضخمة من الجنود المجهزين بالأسلحة وقد زاد عددهم على 150 ألفاً، فاستطاعت القوات الانكليزية استعادة الثكنات العسكرية واحتجاز عدد كبير من الثوار وسقوط العديد من الشهداء (وقد استعانت بالطيران لضرب المدن). هذه الثورة كان لها نتائج كبيرة على صعيد السياسة البريطانية أهمها:
ـ أن بريطانيا اضطرت لتغيير سياستها التي كانت ترمي إلى ضم العراق إلى إدارتها الاستعمارية في الهند.
ـ قدمت بريطانيا بعض الحقوق للعراقيين فاضطرت إلى تكليف العراقي عبد الرحمن الكيلاني ليشكل حكومة عراقية، كما اتجهت بريطانيا مرغمة نحو الهاشميين لتعيين الأمير فيصل ملكاً على البلاد. فأجري استفتاء في العراق بإشراف بريطانية، وفاز فيصل بأكثرية ساحقة وتوج ملكاً. ووضعت أسس أول معاهدة عام 1922 م تنظم العلاقة بين بريطانيا والعراق وتنهي الحكم المباشر، إلا أن هذه المعاهدة كانت شديدة الوطأة إذ أبقت لبريطانيا امتيازات عسكرية واقتصادية وسياسية، ووضعت على كاهل العراق أعباء مالية كبيرة، ثم جرت انتخابات لمجلس تأسيسي لإقرار المعاهدة في تشرين الأول 1922 ووضع دستور دائم للبلاد. وقد لاقت المعاهدة مقاومة عنيفة في المجلس، ولم تقر إلا بعد أن عدلتها بريطانيا وجعلت مدتها أربع سنوات فقط.
وفي عام 1930 تم التوقيع على معاهدة جديدة بإشراف الملك فيصل نفسه ومن أهم بنود هذه الاتفاقية:
ـ تعترف بريطانيا باستقلال العراق استقلالاً تاماً.
ـ تنقل المسؤوليات المنوطة بإنكلترا بموجب صك الانتداب إلى العراق.
ـ مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ اعتباراً من دخول العراق في عصبة الأمم.
ـ يسمح لبريطانيا أن تبقي في العراق بعضاً من قواتها وإن تقيم فيه قاعدتين جويتين.
وفي عام1933 قبل العراق عضواً في عصبة الأمم فكان أول دولة عربية دخلت المجال الدولي.
موت الملك فيصل ومجيء الملك غازي:
لما انتهت حركة النساطرة الآشوريين في شمال العراق (آب 1933) والتي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 شخص منهم، واطمأن الملك فيصل إلى الوضع رجع إلى أوروبا للاستجمام والراحة، فقضى نحبه في مدينة (برن) بسويسرة في 8 أيلول 1933/1352 هـ. فنقل إلى بغداد ودفن فيها.
بويع غازي بن الملك فيصل ملكاً على البلاد وكان عمره 29 سنة. وقد ظن الانكليز أنه سيكون ألعوبة بين أيديهم هم وشركاؤهم في الداخل، إلا أن الملك غازي قد خيب ظنهم، فكانت أول حكومة على عهده حكومة رشيد عالي الكيلاني.
وفي عهد الملك غازي حدث خلاف بين العراق وإيران على الحدود أدى إلى نزاع أو حدثت معارك غير نظامية بين الطرفين وذلك أثناء تولي جميل المدفعي رئاسة الحكومة.
ثم توالت الحكومات بعد ذلك وكانت المشاكل الداخلية تزداد حتى كانت ثورة بكر صدقي التي أرغمت الملك على إقالة حكومة ياسين الهاشمي وذلك في تشرين الأول 1936 ثم جرت حادثة مماثلة بقيادة نوري السعيد في كانون الأول 1938 حيث أجبر الجيش الملك على إقالة حكومة جميل المدفعي وتكليف نوري السعيد بتشكيل حكومة جديدة. وفي 4 نيسان 1939 قتل الملك غازي بن فيصل بحادث سيارة كان يقودها بنفسه وقد سرت شائعة بأن الحادث مفتعل من قبل إنكلترا وبالتعاون مع رئيس الوزراء نوري السعيد ومرافق الملك الشخصي الذي كان يجلس خلفه (وقد قتل أيضاً بعد الحادث).
ثار الشعب العراقي كله ضد الاحتلال البريطاني، فشُنت عليه عدة عمليات أدت إلى إصابته بخسائر فادحة بشرية ومادية. ولكن تبقى ثورة عام 1920 هي الأبرز في تاريخ الثورات العراقية ضد الإنكليز.
اندلعت الثورة على أثر إعلان بريطانيا عن نيتها فرض الانتداب تنفيذاً لمقررات سان ريمو. فعقد اجتماع وطني كبير ضم عدد كبير من زعماء القبائل، وكانت روح المقاومة تغلي في صدورهم. فقرر المجتمعون خوض النضال والثورة ضد الاحتلال حتى تحرير كامل البلاد.
فقامت سلطة الانتداب البريطاني باحتجاز أحد شيوخ القبائل، الأمر الذي أثار أفراد قبيلته وزعماء باقي القبائل إذ كانت هذه الحادثة هي الشرارة الأولى، وشرع العراقيون بإعدام الضباط والجنود الإنكليز وامتدت هذه الثورة في مختلف أرجاء العراق وكان ذلك في حزيران 1920 من الرميثة. وقد استطاع الثوار العراقيون استرجاع العديد من الثكنات العسكرية التي كان يحتلها الإنكليز، كما ألحقوا بالقوات الإنكليزية خسائر فادحة (بشرية ومادية).
في مقابل حشد المحتلون أعداداً ضخمة من الجنود المجهزين بالأسلحة وقد زاد عددهم على 150 ألفاً، فاستطاعت القوات الانكليزية استعادة الثكنات العسكرية واحتجاز عدد كبير من الثوار وسقوط العديد من الشهداء (وقد استعانت بالطيران لضرب المدن). هذه الثورة كان لها نتائج كبيرة على صعيد السياسة البريطانية أهمها:
ـ أن بريطانيا اضطرت لتغيير سياستها التي كانت ترمي إلى ضم العراق إلى إدارتها الاستعمارية في الهند.
ـ قدمت بريطانيا بعض الحقوق للعراقيين فاضطرت إلى تكليف العراقي عبد الرحمن الكيلاني ليشكل حكومة عراقية، كما اتجهت بريطانيا مرغمة نحو الهاشميين لتعيين الأمير فيصل ملكاً على البلاد. فأجري استفتاء في العراق بإشراف بريطانية، وفاز فيصل بأكثرية ساحقة وتوج ملكاً. ووضعت أسس أول معاهدة عام 1922 م تنظم العلاقة بين بريطانيا والعراق وتنهي الحكم المباشر، إلا أن هذه المعاهدة كانت شديدة الوطأة إذ أبقت لبريطانيا امتيازات عسكرية واقتصادية وسياسية، ووضعت على كاهل العراق أعباء مالية كبيرة، ثم جرت انتخابات لمجلس تأسيسي لإقرار المعاهدة في تشرين الأول 1922 ووضع دستور دائم للبلاد. وقد لاقت المعاهدة مقاومة عنيفة في المجلس، ولم تقر إلا بعد أن عدلتها بريطانيا وجعلت مدتها أربع سنوات فقط.
وفي عام 1930 تم التوقيع على معاهدة جديدة بإشراف الملك فيصل نفسه ومن أهم بنود هذه الاتفاقية:
ـ تعترف بريطانيا باستقلال العراق استقلالاً تاماً.
ـ تنقل المسؤوليات المنوطة بإنكلترا بموجب صك الانتداب إلى العراق.
ـ مدة المعاهدة 25 سنة تبدأ اعتباراً من دخول العراق في عصبة الأمم.
ـ يسمح لبريطانيا أن تبقي في العراق بعضاً من قواتها وإن تقيم فيه قاعدتين جويتين.
وفي عام1933 قبل العراق عضواً في عصبة الأمم فكان أول دولة عربية دخلت المجال الدولي.
موت الملك فيصل ومجيء الملك غازي:
لما انتهت حركة النساطرة الآشوريين في شمال العراق (آب 1933) والتي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 شخص منهم، واطمأن الملك فيصل إلى الوضع رجع إلى أوروبا للاستجمام والراحة، فقضى نحبه في مدينة (برن) بسويسرة في 8 أيلول 1933/1352 هـ. فنقل إلى بغداد ودفن فيها.
بويع غازي بن الملك فيصل ملكاً على البلاد وكان عمره 29 سنة. وقد ظن الانكليز أنه سيكون ألعوبة بين أيديهم هم وشركاؤهم في الداخل، إلا أن الملك غازي قد خيب ظنهم، فكانت أول حكومة على عهده حكومة رشيد عالي الكيلاني.
وفي عهد الملك غازي حدث خلاف بين العراق وإيران على الحدود أدى إلى نزاع أو حدثت معارك غير نظامية بين الطرفين وذلك أثناء تولي جميل المدفعي رئاسة الحكومة.
ثم توالت الحكومات بعد ذلك وكانت المشاكل الداخلية تزداد حتى كانت ثورة بكر صدقي التي أرغمت الملك على إقالة حكومة ياسين الهاشمي وذلك في تشرين الأول 1936 ثم جرت حادثة مماثلة بقيادة نوري السعيد في كانون الأول 1938 حيث أجبر الجيش الملك على إقالة حكومة جميل المدفعي وتكليف نوري السعيد بتشكيل حكومة جديدة. وفي 4 نيسان 1939 قتل الملك غازي بن فيصل بحادث سيارة كان يقودها بنفسه وقد سرت شائعة بأن الحادث مفتعل من قبل إنكلترا وبالتعاون مع رئيس الوزراء نوري السعيد ومرافق الملك الشخصي الذي كان يجلس خلفه (وقد قتل أيضاً بعد الحادث).
Mustafa- عضو مجتهد
- عدد الرسائل : 31
العمر : 52
۞ تاريخ التسجيل : 16/12/2007
احترام قوانين المنتدى :
عاشق السفاح- عضو شاد حيله
- عدد الرسائل : 54
۞ تاريخ التسجيل : 16/05/2008
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى