الجمهوريّة العراقيّة...نبذة تاريخية...4
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجمهوريّة العراقيّة...نبذة تاريخية...4
الملك فيصل الثاني ووصاية عبد الإله:
بعد مقتل الملك غازي اجتمع مجلس الوزراء وأعلن تنصيب ولي العهد الأمير فيصل ملكاً على العراق باسم «فيصل الثاني» 6 نيسان 1939م. وسمي عبد الإله بن علي وصياً على الملك الذي لم يبلغ سن الرشد القانونية. وهكذا استطاعت إنكلترا المضي في سياستها في العراق. إلى ما تريد بعد تعيين عبد الإله وصياً على الملك وكذلك وجود (نوري السعيد إلى جانبه ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 وقف العراق إلى جانب إنكلترة وأعلن الحرب على ألمانيا، وظهرت السياسة الانكليزية بوضوح على الساحة العراقية بوجود الوصي ونوري السعيد إلا أن ضباط الجيش الوطنيين وبعض الزعماء الآخرين كرشيد عالي الكيلاني كان لهم موقف مغاير ثورة عالي الكيلاني في نيسان 1941 وهرب الوصي عبد الإله إلى البصرة واحتمى بالقوات الإنكليزية. وأعلن رشيد عالي الكيلاني عن تشكيل حكومة الدفاع الوطني مدعومة من الجيش العراقي والشعب وكان مجلس النواب قد اجتمع وعين الشريف شرف وصياً على الملك بعد فرار الوصي السابق عبد الإله. لم ترض إنكلترا عن حكومة الكيلاني وثورته فقامت باستدعاء قواتها من الهند ونزلت في البصرة وقامت من هناك بقصف مواقع الجيش العراقي بالطائرات. كما انتقل الجيش البريطاني الموجود في الأردن إلى العراق. كل هذا أدى إلى هروب أركان الحكومة الوطنية إلى طهران، بعدما ما قاوم الجيش العراقي والعديد من المتطوعين من الشعب العراقي والشعوب العربية أيضاً التي جاءت إلى العراق لتساند ثورته ضد الإنكليز. بعد ذلك عاد الوصي عبد الإله في 22 أيار 1941 على متن طائرة إنكليزية ليعود ويحكم العراق من جديد، وقامت القوات البريطانية بمطاردة الثوار الفارين إلى إيران فألقت القبض على غالبيتهم باستثناء الكيلاني الذي استطاع الهرب، ثم قامت حكومة نوري السعيد بإعدامهم بعد محاكمات صورية. وكان الحال يزداد سوءاً، إذ استمر نوري السعيد بولاءه المطلق للإنكليز والذي أصبح علنياً رغم معارضة غالبية الوزراء في حكوماته المتعددة.
بعد مقتل الملك غازي اجتمع مجلس الوزراء وأعلن تنصيب ولي العهد الأمير فيصل ملكاً على العراق باسم «فيصل الثاني» 6 نيسان 1939م. وسمي عبد الإله بن علي وصياً على الملك الذي لم يبلغ سن الرشد القانونية. وهكذا استطاعت إنكلترا المضي في سياستها في العراق. إلى ما تريد بعد تعيين عبد الإله وصياً على الملك وكذلك وجود (نوري السعيد إلى جانبه ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 وقف العراق إلى جانب إنكلترة وأعلن الحرب على ألمانيا، وظهرت السياسة الانكليزية بوضوح على الساحة العراقية بوجود الوصي ونوري السعيد إلا أن ضباط الجيش الوطنيين وبعض الزعماء الآخرين كرشيد عالي الكيلاني كان لهم موقف مغاير ثورة عالي الكيلاني في نيسان 1941 وهرب الوصي عبد الإله إلى البصرة واحتمى بالقوات الإنكليزية. وأعلن رشيد عالي الكيلاني عن تشكيل حكومة الدفاع الوطني مدعومة من الجيش العراقي والشعب وكان مجلس النواب قد اجتمع وعين الشريف شرف وصياً على الملك بعد فرار الوصي السابق عبد الإله. لم ترض إنكلترا عن حكومة الكيلاني وثورته فقامت باستدعاء قواتها من الهند ونزلت في البصرة وقامت من هناك بقصف مواقع الجيش العراقي بالطائرات. كما انتقل الجيش البريطاني الموجود في الأردن إلى العراق. كل هذا أدى إلى هروب أركان الحكومة الوطنية إلى طهران، بعدما ما قاوم الجيش العراقي والعديد من المتطوعين من الشعب العراقي والشعوب العربية أيضاً التي جاءت إلى العراق لتساند ثورته ضد الإنكليز. بعد ذلك عاد الوصي عبد الإله في 22 أيار 1941 على متن طائرة إنكليزية ليعود ويحكم العراق من جديد، وقامت القوات البريطانية بمطاردة الثوار الفارين إلى إيران فألقت القبض على غالبيتهم باستثناء الكيلاني الذي استطاع الهرب، ثم قامت حكومة نوري السعيد بإعدامهم بعد محاكمات صورية. وكان الحال يزداد سوءاً، إذ استمر نوري السعيد بولاءه المطلق للإنكليز والذي أصبح علنياً رغم معارضة غالبية الوزراء في حكوماته المتعددة.
الاطاحة بالملكية
عملت إنكلترا مجدداً على ضمان سيطرتها على العراق بتكبيله بقيود أشد، لذلك فقد عمدت إلى إلغاء معاهدة 1930 لقاء انضمامه إلى حلف بغداد 1955 الذي ضم كلاً من تركيا بريطانيا باكستان وإيران. وقد استهدفت بريطانيا من هذا الحلف حماية النظام العراقي خشية تنامي حركة التحرر العربي التي أخذت تقوي وتشتد في الخمسينات بزعامة جمال عبد الناصر الرئيس المصري الذي توج أعماله بإعلانه تأميم قناة السويس، فكان إثر ذلك العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وقد استخدمت بريطانيا في هذه المعركة مطار الحبانية في العراق لتعبئة الوقود ولاستراحة الطائرات المغيرة. وهذا ما أثار الشعب والزعماء العراقيين الوطنيين فسنحت فرصة تفجير الثورة عندما أقدمت قيادة الجيش على نقل بعض القطعات العسكرية التي يسطير عليها بعض الضباط الأحرار باشراف عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف إلى الأردن عبر بغداد عشية 13 ـ 14 تموز 1958. وقد تولى عبد السلام عارف صباح 14 تموز عملية الاستيلاء على المرافق الحساسة وإذاعة البيان رقم واحد من الإذاعة. ومن ثم توجهت وحدة صغيرة لاحتلال القصر الجمهوري. وعند شيوع الخبر راح مؤيدوا الثورة يتدفقون على الشوارع الأمر الذي أضفى على الحركة طابع الثورة الشعبية. وقد قتل الملك فيصل والوصي عبد الله فوراً، وحاول نوري السعيد الفرار إلا إنه اعتقل وقتل فوراً وأعلن عن قيام الجمهورية العراقية.
عملت إنكلترا مجدداً على ضمان سيطرتها على العراق بتكبيله بقيود أشد، لذلك فقد عمدت إلى إلغاء معاهدة 1930 لقاء انضمامه إلى حلف بغداد 1955 الذي ضم كلاً من تركيا بريطانيا باكستان وإيران. وقد استهدفت بريطانيا من هذا الحلف حماية النظام العراقي خشية تنامي حركة التحرر العربي التي أخذت تقوي وتشتد في الخمسينات بزعامة جمال عبد الناصر الرئيس المصري الذي توج أعماله بإعلانه تأميم قناة السويس، فكان إثر ذلك العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وقد استخدمت بريطانيا في هذه المعركة مطار الحبانية في العراق لتعبئة الوقود ولاستراحة الطائرات المغيرة. وهذا ما أثار الشعب والزعماء العراقيين الوطنيين فسنحت فرصة تفجير الثورة عندما أقدمت قيادة الجيش على نقل بعض القطعات العسكرية التي يسطير عليها بعض الضباط الأحرار باشراف عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف إلى الأردن عبر بغداد عشية 13 ـ 14 تموز 1958. وقد تولى عبد السلام عارف صباح 14 تموز عملية الاستيلاء على المرافق الحساسة وإذاعة البيان رقم واحد من الإذاعة. ومن ثم توجهت وحدة صغيرة لاحتلال القصر الجمهوري. وعند شيوع الخبر راح مؤيدوا الثورة يتدفقون على الشوارع الأمر الذي أضفى على الحركة طابع الثورة الشعبية. وقد قتل الملك فيصل والوصي عبد الله فوراً، وحاول نوري السعيد الفرار إلا إنه اعتقل وقتل فوراً وأعلن عن قيام الجمهورية العراقية.
عهد عبد الكريم قاسم
(14 تموز 1958 ـ 8 شباط 1963/ذي الحجة 1377 ـ رمضان 1382 هـ):
فور قيام الثورة ونجاحها اعترفت بدولة الجمهورية العربية المتحدة وانسحبت من الاتحاد الهاشمي المزعوم والذي كان «نوري السعيد» رئيساً لحكومته الأولى والأخيرة وكذلك انسحبت بغداد من حلف بغداد، وأعلنت عن اتباعها سياسة الحياد الايجابي ومعاداة الاستعمار. وقد كان خروج العراق من حلف بغداد ضربة قاصمة للحلف وكذلك للسياسة الاستعمارية في المنطقة.
استلم رئاسة البلاد عبد الكريم قاسم وكان نائبه عبد السلام عارف. إلا أن الخلافات لم تلبث أن نشبت بين زعيمي الثورة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف الذي أحس أنه هو من قام بالثورة ونقل عنه أن مصير عبد الكريم قاسم مثل مصير محمد نجيب في مصر وقد أثارت هذه الأقاويل الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم فعمد إلى تجريد عارف من مراكزه السياسية والعسكرية وحاول توظيفه في إحدى السفارات في الخارج إلا أنه أبى ورفض العيش إلا في بغداد فاتهم فيما بعد بمحاولة قتل الرئيس قاسم فحكم عليه بالإعدام إلا أن الحكم لم ينفذ وأودع في السجن حتى عام 1961 حيث أفرج عنه وسمح له بالحج.
(14 تموز 1958 ـ 8 شباط 1963/ذي الحجة 1377 ـ رمضان 1382 هـ):
فور قيام الثورة ونجاحها اعترفت بدولة الجمهورية العربية المتحدة وانسحبت من الاتحاد الهاشمي المزعوم والذي كان «نوري السعيد» رئيساً لحكومته الأولى والأخيرة وكذلك انسحبت بغداد من حلف بغداد، وأعلنت عن اتباعها سياسة الحياد الايجابي ومعاداة الاستعمار. وقد كان خروج العراق من حلف بغداد ضربة قاصمة للحلف وكذلك للسياسة الاستعمارية في المنطقة.
استلم رئاسة البلاد عبد الكريم قاسم وكان نائبه عبد السلام عارف. إلا أن الخلافات لم تلبث أن نشبت بين زعيمي الثورة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف الذي أحس أنه هو من قام بالثورة ونقل عنه أن مصير عبد الكريم قاسم مثل مصير محمد نجيب في مصر وقد أثارت هذه الأقاويل الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم فعمد إلى تجريد عارف من مراكزه السياسية والعسكرية وحاول توظيفه في إحدى السفارات في الخارج إلا أنه أبى ورفض العيش إلا في بغداد فاتهم فيما بعد بمحاولة قتل الرئيس قاسم فحكم عليه بالإعدام إلا أن الحكم لم ينفذ وأودع في السجن حتى عام 1961 حيث أفرج عنه وسمح له بالحج.
حركة رشيد عالي الكيلاني:
بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار في العراق عام 1958 رجع إلى بغداد زعيم ثورة 1941 رشيد عالي الكيلاني وذلك في تشرين الأول 1958 الذي استقبل استقبال الأبطال وزاره الرئيس العراقي في منزله. وعندما أودع عبد السلام عارف في السجن كثر زوار رشيد السياسيين الذين كانوا يثيرون هذا الموضوع. بعد ذلك ترامى إلى عبد الكريم قاسم أن رشيد الكيلاني يعد انقلاباً، فتم القبض عليه وعلى معاونيه وقدم للمحاكمة التي أنزلت به حكم الإعدام غيرأن الحكم لم يصدق وبقي في السجن حتى أفرج عنه في 14 تموز 1964.
كذلك قامت في الموصل حركة انقلابية بقيادة عبد الوهاب الشواف في 8 أذار 1958 وهو أحد الضباط الأحرار إلا أن قاسم كان عنيفاً في تعامله مع هذه الحركة فقام بقصف الموصل بالمدفعية، وقد قتل الشواف بعد هذه المعركة.
بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار في العراق عام 1958 رجع إلى بغداد زعيم ثورة 1941 رشيد عالي الكيلاني وذلك في تشرين الأول 1958 الذي استقبل استقبال الأبطال وزاره الرئيس العراقي في منزله. وعندما أودع عبد السلام عارف في السجن كثر زوار رشيد السياسيين الذين كانوا يثيرون هذا الموضوع. بعد ذلك ترامى إلى عبد الكريم قاسم أن رشيد الكيلاني يعد انقلاباً، فتم القبض عليه وعلى معاونيه وقدم للمحاكمة التي أنزلت به حكم الإعدام غيرأن الحكم لم يصدق وبقي في السجن حتى أفرج عنه في 14 تموز 1964.
كذلك قامت في الموصل حركة انقلابية بقيادة عبد الوهاب الشواف في 8 أذار 1958 وهو أحد الضباط الأحرار إلا أن قاسم كان عنيفاً في تعامله مع هذه الحركة فقام بقصف الموصل بالمدفعية، وقد قتل الشواف بعد هذه المعركة.
ثورة شباط 1963 وعهد عبد السلام عارف
(8 شباط 1963 ـ 13 نيسان 1966):
لقد مال بعض قادة ثورة تموز إثر نجاح ثورتهم، وحاولوا توطيدها إلى الحكم الفردي، فمارسوا أعمالاً عديدة أدت إلى عزلتهم عن الشعب وإلى عدة تحركات ضد النظام، وكان حزب البعث هو المحرك الرئيسي لهذه التحركات، وفعلاً وفي 8 شباط 1963 بدأ ضباط الثورة تسلم المراكز واعتقال الضباط الموالين لنظام الحكم، وقد تمكنوا فيما بعد من السيطرة على مقر إقامة الرئيس قاسم، وقد وجد البعثيون أنهم مضطرون لتسليم زمام الأمور إلى ضابط معروف ومقبول من قبل الشعب العراقي، وكان ذلك الضابط عبد السلام عارف الذي تسلم رئاسة البلاد. وقد قوبلت هذه الحركة بابتهاج شعبي نظراً لموقع عارف من الشعب.
سيطر حزب البعث على الوضع في العراق وعين عارف رئيساً للجمهورية، إلا أن الخلافات سرعان ما دبت داخل حزب البعث نظراً لتصرفات بعض الضباط والبعثيين اللاواعية، مما أدى إلى حدوث نزاعات وانشقاقات، وكانت القيادة القطرية تعزل وزراء وتعين بدلاء عنهم وهكذا، وكان الرئيس عارف بما أنه من خارج الحزب فلا يمكنه القيام بأي تصرف، إلا أنه لم يعد يستطيع التفرج على هذه التصرفات فاتفق مع رئيس الأركان طاهر يحيى للانتهاء من هذه المهزلة، وفي 18 تشرين الثاني 1963 ألقي القبض على أعضاء القيادتين القومية والقطرية، وأودعوا السجن، كما احتجز كل من أمين الحافظ وميشيل عفلق اللذان حضرا من سوريا لفض النزاعات بين البعثيين.
وهكذا وضع عبد السلام عارف يده على البلد بشكل مطلق، وكلف طاهر يحيى بتشكيل الحكومة الجديدة التي أخذت منحًى قومياً وحدوياً إلى جانب المد الناصري في مصر. وكادت الوحدة بين البلدين أن تتم لولا ردود الفعل الشعبية تجاه قرارات التأميم التي اتخذتها حكومة طاهر يحيى، فاضطر الرئيس إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. هذا التحول أدى إلى وجود ثغرات في الحكم من قبل مؤيدي الوحدة مع مصر، فاستغل هؤلاء الضباط على رأسهم عارف عبد الرزاق وجود الرئيس عبد السلام عارف في الدار البيضاء لحضور اجتماع القمة العربية في 12 أيلول 1965 وقاموا بمحاولة انقلاب إلا أن وجود شقيق الرئيس عبد الرحمن عارف على رئاسة الأركان أعاد الأمور إلى وضعها وتمكن من صد الانقلاب وتمكن عارف عبد الرزاق من الفرار إلى القاهرة. وفي 13 نيسان 1966 وأثناء رحلة جوية بين البصرة وبلدة القرنة تعرضت طائرة الرئيس عبد السلام عارف المروحية لعاصفة رملية أدت إلى وقوعها ومقتل جميع من فيها. فتولى رئيس الحكومة عبد الرحمن البزاز السلطة حسب الدستور ريثما يتم اختيار رئيس جديد للبلاد.
(8 شباط 1963 ـ 13 نيسان 1966):
لقد مال بعض قادة ثورة تموز إثر نجاح ثورتهم، وحاولوا توطيدها إلى الحكم الفردي، فمارسوا أعمالاً عديدة أدت إلى عزلتهم عن الشعب وإلى عدة تحركات ضد النظام، وكان حزب البعث هو المحرك الرئيسي لهذه التحركات، وفعلاً وفي 8 شباط 1963 بدأ ضباط الثورة تسلم المراكز واعتقال الضباط الموالين لنظام الحكم، وقد تمكنوا فيما بعد من السيطرة على مقر إقامة الرئيس قاسم، وقد وجد البعثيون أنهم مضطرون لتسليم زمام الأمور إلى ضابط معروف ومقبول من قبل الشعب العراقي، وكان ذلك الضابط عبد السلام عارف الذي تسلم رئاسة البلاد. وقد قوبلت هذه الحركة بابتهاج شعبي نظراً لموقع عارف من الشعب.
سيطر حزب البعث على الوضع في العراق وعين عارف رئيساً للجمهورية، إلا أن الخلافات سرعان ما دبت داخل حزب البعث نظراً لتصرفات بعض الضباط والبعثيين اللاواعية، مما أدى إلى حدوث نزاعات وانشقاقات، وكانت القيادة القطرية تعزل وزراء وتعين بدلاء عنهم وهكذا، وكان الرئيس عارف بما أنه من خارج الحزب فلا يمكنه القيام بأي تصرف، إلا أنه لم يعد يستطيع التفرج على هذه التصرفات فاتفق مع رئيس الأركان طاهر يحيى للانتهاء من هذه المهزلة، وفي 18 تشرين الثاني 1963 ألقي القبض على أعضاء القيادتين القومية والقطرية، وأودعوا السجن، كما احتجز كل من أمين الحافظ وميشيل عفلق اللذان حضرا من سوريا لفض النزاعات بين البعثيين.
وهكذا وضع عبد السلام عارف يده على البلد بشكل مطلق، وكلف طاهر يحيى بتشكيل الحكومة الجديدة التي أخذت منحًى قومياً وحدوياً إلى جانب المد الناصري في مصر. وكادت الوحدة بين البلدين أن تتم لولا ردود الفعل الشعبية تجاه قرارات التأميم التي اتخذتها حكومة طاهر يحيى، فاضطر الرئيس إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. هذا التحول أدى إلى وجود ثغرات في الحكم من قبل مؤيدي الوحدة مع مصر، فاستغل هؤلاء الضباط على رأسهم عارف عبد الرزاق وجود الرئيس عبد السلام عارف في الدار البيضاء لحضور اجتماع القمة العربية في 12 أيلول 1965 وقاموا بمحاولة انقلاب إلا أن وجود شقيق الرئيس عبد الرحمن عارف على رئاسة الأركان أعاد الأمور إلى وضعها وتمكن من صد الانقلاب وتمكن عارف عبد الرزاق من الفرار إلى القاهرة. وفي 13 نيسان 1966 وأثناء رحلة جوية بين البصرة وبلدة القرنة تعرضت طائرة الرئيس عبد السلام عارف المروحية لعاصفة رملية أدت إلى وقوعها ومقتل جميع من فيها. فتولى رئيس الحكومة عبد الرحمن البزاز السلطة حسب الدستور ريثما يتم اختيار رئيس جديد للبلاد.
Mustafa- عضو مجتهد
- عدد الرسائل : 31
العمر : 52
۞ تاريخ التسجيل : 16/12/2007
احترام قوانين المنتدى :
عاشق السفاح- عضو شاد حيله
- عدد الرسائل : 54
۞ تاريخ التسجيل : 16/05/2008
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى