منتدى العمشان
كنت  طبيبا  لصدام     الجزء الحادي عشر Ezlb9t10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العمشان
كنت  طبيبا  لصدام     الجزء الحادي عشر Ezlb9t10
منتدى العمشان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنت طبيبا لصدام الجزء الحادي عشر

اذهب الى الأسفل

كنت  طبيبا  لصدام     الجزء الحادي عشر Empty كنت طبيبا لصدام الجزء الحادي عشر

مُساهمة من طرف khalid الخميس نوفمبر 01, 2007 2:21 pm

روح.. رياضية!:
كان مشجعو النوادي العريقة غاضبين من سرقة عدي الدنيئة لأفضل لاعبيهم. كل العراقيين تقريبا من مشجعي كرة القدم، وكثير منهم لا يزال يتذكر جيدا أول مباراة لفريق عدي ضد فريق العاصمة، نادي الطلبة، المرشح الأكبر للفوز، في ملعب الشعب في بغداد في ليلة من ليالي الشتاء في مطلع عام 1985.
بُني هذا الملعب لممارسة الرياضة وكرة القدم في عام 1966 بأموال الهيئات الخيرية لبارون البترول الأرمني كالوست جولبنكيان .كان هناك ستون ألفا من المشاهدين في ملعب الشعب عندما أُطلقت صافرة البداية. كان خمسة وتسعون بالمائة من المشاهدين يساندون نادي الطلبة، أما الألف المتبقية من المشاهدين فقد دفع لهم ليشجعوا الرشيد على قدر ما أوتوا من قوة. أما المذيع فقد أمره ابن الرئيس بأن يحذر أعضاء الفريق المقابل لفريق الرشيد من اللعب بصورة جيدة، وترك لنفسه الحبل على غاربه في استعمال مكبرات الصوت في الاستاد لتشجيع الوافدين الجدد (الرشيد) على أرض الملعب تشجيعا ناريا، فقد كان عليهم أن يعطوا كل ما عندهم لسحق الخصم.
سرى القلق إلى المدرجات، وأخذ الناس في رمي اللاعبين الذين خانوا نادي الطلبة، وفروا إلى عدي. كان على وحدات كبيرة من الشرطة التدخل لإيقاف القاذفين بالحجارة والقضاء على التمرد الوليد.
أما المأساة الكبري فكانت الحكم. في كل مرة كان يحتسب فيها ضربة حرة ضد الرشيد كان ينظر في رعب إلى منصة الشرف ليري رد فعل ابن الرئيس. تقدم نادي الطلبة لفترة كبيرة من عمر المباراة بهدف. واحتسب الحكم في آخر دقيقة ضربة جزاء لفريق الرشيد. لم ير المتفرجون أحدا من لاعبي نادي الطلبة يرتكب أي خطأ، غير أن جميعهم أدرك أن هذا الحكم المسكين كان عليه أن يفعل أي شيء للنجاة بحياته.
انتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق.
برزان وتآمر حسين كامل:
كان رئيس المخابرات برزان يعتبر ثاني أقوى رجل في العراق، وهو الأمر الذي لم يعجب عدي، وقصي، وحسين كامل، وعمه علي حسن المجيد. أخذوا يتابعون نشاطه بمزيد من الحسد والتشكيك، وانتابهم اليأس من أنهم لم تعد لديهم المقدرة على المنافسة في السباق الدائر للفوز بالحظوة لدي الرئيس. بتحفيز من حسين كامل بدأوا يزرعون الشـك في دوافع برزان، هامسين أن على الرئيس أن يكون على حذر، وأنه من المتصور أن هذا الأخ غير الشقيق القوي يريد حتى الاستيلاء على السلطة في العراق.

شيئا فشيئا بدأ صدام يعتقد أنهم ربما يكونون على حق، وأن رئيس المخابرات ربما يمثل تهديدا. وعندما تجاهل صدام احتجاجات إخوته غير الأشقاء وزوّج ابنته رغد من حسين كامل أدرك برزان ما حل به: لم يعد رقم واحد عند صدام. فقد أعفاه من منصبه عام 1983. وقال لي فيما بعد:
مع خروج برزان من اللعبة سنحت الفرصة أخيرا لضرب عدي في إطار الصراع الداخلي حول السلطة. لم يدع حسين كامل هذه الفرصة تفوته. انهمك حسين كامل بروحه ودمه في كشف ملابسات ما حدث في تلك الليلة التي قتل فيها كامل حنا. لم يتردد ولو للحظة.
امبراطورية عدي:
كان عدي ذو الأربعة والعشرين ربيعا قد بدأ صعوده في سلم السلطة في عهد صدام. وقبلها بأربع سنوات كان قد عين مسؤولا للشباب، وأسس أول جريدة له، جريدة «البعث الرياضي». ومكنته هذه الجريدة من مهاجمة الوزراء الآخرين، وغيرهم من الشخصيات المهمة، إما لأنه كان لا يحبهم أو لأنهم اعترضوا طريقه بشكل أو بآخر. كان الهجوم يتم في المقالة الرئيسية أو في التحقيقات التي تتناول عجزهم بالتفصيل. كان الشباب يجوبون الشوارع في مسيرات رافعين لافتات تقول: «عدي فخرنا الكبير»، و«عدي أملنا».
كما أسس ناديا جديدا لكرة القدم، وهو الرشيد، حيث أدرك أفضل لاعبي العراق سريعا أنهم حسنا فعلوا عندما انتقلوا إلى هذا النادي، حيث كانت أجورهم أفضل، وكانوا يحصلون على بدلات تدريب جديدة، وأحذية كرة جيدة، ومن حين إلى آخر دعوة لتناول خروف كامل مشوي على العشاء. أما أهم شيء فهو أن عدي كان يحول بينهم وبين أن يرسلوا إلى جبهة القتال. كان كل اللاعبين يرسلون إلى وحدة خاصة تتبع الحرس الجمهوري وكانت بغداد هي محل خدمتها.



عدي يكتشف زواج صدام من سميرة الشهبندر ويبلغ قصي: والدنا يلعب بذيله
صدام تعرض لحادث سيارة وكان وجهه ملطخاً بالدم في مستشفي ابن سينا
عاصفة الصحراء:
في مساء الأول من فبراير من عام 1991 كنت جالسا إلي المائدة مع زوجتي وأبنائنا الثلاثة وابنتي، حينما سقطت القنابل علي بغداد، وحيث كانت القذائف تنفجر في كل مكان. لم يكن هناك كهرباء لفترة طويلة، وكنا لا نزال نجلس علي ضوء الشموع كما كانت الحال دائما في غرفة في وسط المنزل. إما أن ننجو في هذه الليلة، أو أن العائلة كلها ستقضي نحبها سويا، إذا أتي الدور علينا. وهكــذا ربمــا كان مــن الأفضل ــ كما دار الفكر بنا ــ أن نفعل مثل كثير من العائلات التي دفع الخوف بأفرادها إلي البحث عن الملاذ فيما بين أنفسهم.
ارتجاج عنيف:
كان دوي قاذفات القنابل معدني الرنين فوق رؤوسنا أشبه بصوت مثقاب طبب الأسنان المصم للآذان. بعدها سُمع صوت الانفجارات. تهشمت النوافذ، وارتج بيتنا ارتجاجا عنيفا. كشفت صفارات الإنذار أن سيارات الإسعاف كانت في طريقها إلي القتلي والمصابين.
كانت هجمات الطيران العنيفة قد بدأت قبلها بأربعة عشر يوما تمهيدا لعملية «عاصفة الصحراء» التي كانت رد الأمم المتحدة علي غزو الكويت في أغسطس من العام السابق. كان الهدف هو طرد جنود صدام من الكويت، ولكن قبلها عزمت قوات التحالف، التي كانت تجري استعداداتها في المملكة العربية السعودية، بمختصر العبارة علي قصف كل شيء بالقنابل، المراكز العسكرية الرئيسية للعراق، مراكز القيادة المركزية والمطارات، والمباني الإدارية للحكومة، والوزارات، ومراكز الاتصال، والشوارع، والجسور ومحطات الطاقة.
أمر بالتوجه إلي المستشفي :
في هذه الليلة من ليالي الحرب لم يدم تناول الطعام مع الأسرة طويلا. في الساعة العاشرة والنصف طرق اثنان من حرس صدام الخاص بابي. كان معهما سائق. كانوا مضطربين عصبيا وأمروني بالتوجه معهم فورا إلي مستشفي ابن سينا.
اخترقنا بسرعة شديدة شوارع مدينة بغداد الغارقة في الظلام. لم تكن رؤية أي شيء ممكنة إلا عندما كانت إحدي القنابل أو أحد الصواريخ ينفجر علي مقربة منا. كنت علي ثقة بأن هذا المشوار سينتهي بكارثة، وشكرت الخالق عز وجل عندما وصلنا إلي هدفنا بلا خدوش.
كان المستشفي محاطا بالجنود. الممرات أيضا كانت تعج بهم. عندما سجلت اسمي في دفتر الحضور أصاب صاروخ البناء المبني من الطوب الذي اتخذه جهاز الأمن للرئيس مقرا له، والذي كان لا يبعد سوي بضع مئات من الأمتار عن مستشفي ابن سينا. كان الانفجار شديدا للغاية حتي أن عديدا من النوافذ في ناحية من نواحي المستشفي قد تطايرت إلي الداخل. في غرفــة العمليــات الواقعة في الطابق الأرضي كان يرقد صدام. كان منظر وجهه لا يسر عدوا أو حبيبا.
«رجوتهم ألاّ يفعلوا شيئا حتي تأتي»، قالها صدام مضيفا: «لقد تعرضت لحادث سيارة».
كان الرئيس شاحب الوجه وملطخا بالدماء، غير أنه كان هادئا، رابط الجأش.
دار الحديث عن اصطدام سيارة صدام في تقاطع مع سيارة أخري في الظلمة الحالكة لبغداد. كان نصف وجهه الأيسر تحديدا قد تعرض للإصابة. كان يسيل الدم منه من جرح في جبهته وسحجة في خده الأيسر. كان هناك قطع أكثر غورا في ذقنه حتي العظم.
كانت أُنملة الخنصر الأيمن للرئيس تكاد تكون مقطوعة، فقد أخذت تتأرجح علي كفه هنا وهناك، وقد تعلقت فقط بطبقة رقيقة من الجلد. أما الظفر فلم يكن موجودا. بعد أن نظفت الجراح، وأمرت بإجراء أشعة علي الرأس واليد اليمني بدأت ــ بعد أن خدرته موضعيا ــ في ترقيع جروح الرئيس. أعدت أنملة الخنصر إلي مكانها، خيطتها بإحكام ووضعت جبيرة علي الأصبع. بعدها وضعت له ضمادة.
مقابلة بريماكوف:
سألني: «هل تستطيع أن تتجنب وضع ضمادات علي وجهي»؟
أجبته بالإيجاب، وقلت له إنني أستطيع أن أخيط بعض الغرز الصغيرة تحت أول طبقة خارجية للجلد، بحيث لا يكاد يري شيء.
«يجب أن تعرف أنني سأقابل غدا بريماكوف، ولا أريد أن تظهر جراحي في الصور التلفزيونية التي ستبث في العالم كله».
كان يفغيني بريماكوف ، وكان مستشار السياسة الخارجية للرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، قد توجه إلي بغداد في مهمة خاصة تتمثل في دفع العراق للانسحاب من الكويت والتوصل الي حل سلمي يرضي عنه صدام دون أن يفقد ماء وجهه.
كان يتحدث العربية وتعرف علي صدام في الستينات عندما كان يعمل مراسلا صحفيا في الشرق الأوسط لجريدة الحزب «برافدا». كان يحظي بثقة كبيرة، ليس في بغداد فحسب، بل إن عاهل الأردن الملك حسين والرئيس السوري حافظ الأسد كانا يستأنسان بمقترحات بريماكوف.
لم يجرح في هذا الحادث الرئيس العراقي فحسب، بل أيضا حارسه الخاص، وزوج ابنته صدام كامل. فقد أصيب بجرح نافذ في شفته السفلي، حيث يمكن رؤية أسنانه من خلاله.
«هل تستطيع أن تعتني به هو الآخر»، سأل حماه.
أجبت قائلا: «بالطبع».
اهتمام بصدام كامل:
كنت منهمكا في الإعداد للعملية حينما ظهر الرئيس عند الباب.
«هل يمكن لي أن أدخل»؟
«تفضل».
جلس وأخذ بيد صدام كامل.
«اعمل علي إخفاء الندبة بقدر ما تستطيع».
طوال العملية التي استغرقت ما يقرب من الخمس والأربعين دقيقة كان صدام يمسك بيد زوج ابنته. لم أره يفعل مثل هذا الشيء مع أي من أقربائه من قبل ولا من بعد.
سميرة الشهبندر:
كان لا يزال هناك في السيارة المنكوبة أشخاص آخرون. ما إن انتهيت من صدام كامل حتي اختلي الرئيس بي جانبا وطلب مني أن أتوجه بأسرع ما يمكن إلي مستشفي الكاظمية في بغداد.
قال لي: «هناك ترقد مواطنة أُصيبت هي الأخري في الاصطدام. أرجو أن تعمل قصاري جهدك من أجلها إذا تكرمت».
كان هناك واحد من الحرس الخاص للرئيس يقف أمام غرفتها عندما وصلت إلي هناك. أدركت علي الفور أن الأمر لا يمكن أن يكون له علاقة بأي مواطنة عادية؛ كانت شقراء، زرقاء العينين، ما بين الأربعين والخمسين.
الرئيس كلفني:
كانت عظمة الخد اليسري مكسورة، كما كان هناك جرح قطعي غائر في جبهتها. أعددت كل شيء حتي يتسني إجراء الجراحة لها في صباح اليوم التالي، وحكيت لها أن الرئيس كلفني أن أعتني بها علي قدر طاقتي. عندما كنت في غرفتها سألت الحارس الخاص إذا كان في إمكانه توفير بنزين لسيارتي. في هذه الأيام العصيبة من أيام الحرب كان من شبه المستحيل العثور علي وقود.
قالت السيدة وهي تنظر إلي الحارس: «وفر له خمسين لترا». في هذه اللحظة أدركت أنها علي علاقة أكثر حميمية بصدام عما كنت أظن في بادئ الأمر. كانت سميرة الشاهبندر، الزوجة الثانية للرئيس.
زوجة رئيس الشركة:
تقابل الاثنان بالمصادفة في بداية الثمانينات. كانت شركة الخطوط الجوية العراقية قد اشترت آنذاك طائرة جامبو عملاقة. اصطحب رئيس الشركة في لندن زوجته إلي بغداد لكي تشهد مراسم تسليم الطائرة وما يليها من احتفال. وكان عليه ألاّ يفعل ذلك؛ فقد وضع صدام عينيه عليها.
كانت هناك اشاعات، غير أن قليلين كانوا يعرفون عن الصديقة الجديدة للرئيس. حتي ولداه عدي وقصي لم يكونا يعلمان بالأمر، لكنهما كانا يشكان أن والدهما قد عاد الي الحب من جديد. أضاف إلي مقتنياته سيارة ليموزين كبيرة لها جدار معتم عازل للصوت يفصله عن السائق والحارس الخاص.
ظافر محمد جابر ــ صديق عدي وسكرتيره الخاص ــ كان له أقارب يقيمون علي مقربة من السفارة الصينية في حي العامرية الذي يبعد كثيرا عن القصر الجمهوري. كانت سميرة الشهبندر قد انتقلت للإقامة في منزل يقع قريبا جدا من هناك.
شيئا فشيئا بدأ الحديث يكثر بين الجيران يتحدثون بطبيعة الحال عن المرسيدس الكبيرة والحرس الخاص اللذين كانا يقلانها باستمرار. كما لم يغب عن الجيران أيضا الطريقة التي عادت بها بعد العملية في عظمة الخد المكسورة من المستشفي إلي البيت.
عدي يربط الأحداث:
في أحد الأيام كان جابر ومعه عدي في زيارة لأقاربه. بدآ في الحديث عن الجارة المضمد وجهها التي أعادها الحرس الخاص للرئيس إلي المنزل. كان يبدو عليها أنها تعرضت لحادث. لم يدم الأمر طويلا حتي ربط ابن الرئيس الأحداث بعضها ببعض.
«لقد جرحا في الحادث نفسه».
طبقا لما رواه جابر توجه الاثنان بعدها مباشرة إلي أحد أماكن إقامة قصي قريبا من القصر الجمهوري، حيث روي عدي لأخيه ما اكتشفه.
قال عدي: «أظن أن والدنا يلعب بذيله كما نفعل نحن تماما».
رد عليه قصي قائلا: «إياك أن تخرج منك كلمة عن هذا الموضوع».
سرعان ما تحولت بغداد إلي مدينة للأشباح بعدما بدأت الهجمات الجوية وبعدما خلت الشوارع من المارة.
khalid
khalid
عضو مبدع
عضو مبدع

عدد الرسائل : 313
۞ تاريخ التسجيل : 26/10/2007
احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : كنت  طبيبا  لصدام     الجزء الحادي عشر 11101010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى