الإسلام دين الرحمة...والإخاء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإسلام دين الرحمة...والإخاء
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
إن تزكية الأخلاق هي الغاية الأولى التي حددها صاحب الرسالة الخاتمة محمد صلى الله عليه وسلم لبعثته .
إذ قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وحري بأمة تقتدي بنبيها أن تقف على غايات رسالته وأن تدفق فيها محاولة استخلاص كل ما فيها من نفائس التطبيق راجية بذلك حسن الاتباع وسلامة العاقبة"
لكل ركن من أركان الإسلام الخمسة رسالته الأخلاقية التي متى انفكت عنه حولته إلى شئ لا معنى له ولا طائل من ورائه في الدنيا " الصلاة مثلا " الحكمة من إقامتها تتضح في قوله تعالى " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" فما حظ إنسان من صلاة يؤديها ولا ينتهي عن الفحشاء أو المنكر " والأخلاق السيئة منكر " وما قيمة هذه الصلاة عند الله تعالى ؟ وما أثر هذه الركعات في المجتمع ؟
إذن قيم الصلاة الأساسية الانعكاس الأخلاقي الحسن على من يؤديها ، وهذا الانعكاس هو السبيل الجدي لقبولها عند الله تعالى هذه الحقيقة هي التي جاءت في الحديث القدسي " إنما أتقبل الصلاة من من تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ومعصيتي ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب فالصلاة بمفهومها الحقيقي تحث على التواضع وعدم الاستعلاء على الخلق وعدم الإصرار على المعاصي وترقق قلبه على المسكين وأبن السبيل والأرملة والمصاب فيبادرهم بالحسنى والرحمة وما في الصلاة ينصرف إلى الأركان الأخرى وينطبق عليها ، فالزكاة ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب عنوة ، بل هي تطهير للنفس من أدران الذنوب وغرس لمشاعر الحنان والرأفة وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات وكل هذه حسنة يقصدها الإسلام وذلك كما يتضح من قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " وغاية الصوم التقوى ، والتقوى تكون بالابتعاد عن مخالفة الله تعالى في أمره أو نهيه في كل مجالات الحياة ومنها بالطبع الأخلاق وهذا ما جاء في الحديث الشريف " إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني أمرؤ صائم " الصيام بهذا المفهوم دعوة للتجمل بحسن الخلق والبعد عن الأخلاق الدنيوية الإنسان بيده أن يجعل صيامه عبادة متقبلة – ولن يكون ذلك إلا بحسن خلقه أثناء صيامه .. وبيده أيضاً أن يشقي نفسه بتفريغها من مضمونها فلا يناله منها إلا العطش والجوع . وركن الحج جاء فيه " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الذاد التقوى واتقون يا أولى الألباب " إن الحج لن يدرك جوهره بدون هذه الالتزامات الأخلاقية ولن يكون له آثر وفيه فسوق وجدال وانفلات أعصاب وأمور بغيضة وتفاخر بالأجناس والقوميات !
تبين من هذا العرض المجمل لبعض العبادات التي اشتهر بها الإسلام وعرفت إنها أركانه الأصلية متانة الأواصر التي تربط الدين بالخلق إنها أساسه في جوهرها ومظهرها ولكنها تلتقي عند الغاية التي رسمها صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم في قوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
الأخلاق مرتبطة بالأيمان ذاته وضعفها دليل على ضعف الإيمان وإلا فتفسير حديث رسول الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه " والبوائق هي الشرور على إطلاقها ، وغالبا ما تكون هذه الشرور ، أخلاقية . إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقاتها غير أنها تؤذي بلسانها فقال هي في النار ، ثم قال يا رسول الله فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها ، وانما تتصدق بالاثوار من الأقط بالقطع من الجبن وتؤذي جيرانها قال : هي في الجنة .
والدين والأخلاق عنصران متلازمان متماسكان ولا يستطيع أحد تمزيق عراهما ، وكون أدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق وهو عم أخلاقي يدل على النظافة والحرص على المجتمع لدليل قاطع أن ما يعلوه من أخلاق هو من صلب الإيمان وصميمه إن حسن عاقبة وفلاح المؤمن مرتبط بدمج الشق التعبدي مع الجانب الأخلاقي في الإسلام وهذا ما جاء واضحا في صدر سورة المؤمنون في قوله تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خشعون " عباده " والذين هم عن اللغو معرضون " أخلاق " والذين هم للزكاة فاعلون " عبادة " الذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون " أخلاق ومعاملات " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " أخلاق " والذين هم على صلواتهم يحافظون " عبادة " أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " .
هذه الملاحظات والمعاني التي تكشفت لنا بوقوفنا على بعض نصوص الكتاب والسنة لابد أن تحال إلى واقع ملموس يدلل به صاحبه على حسن إيمانه وفهمه الصائب للدين الذي ينتمي إليه!
ان هذا الانعكاس الأخلاقي لعبادات الإسلام هو الذي دعا به سلف الأمة الصالح الناس أجمعين إلى الدين فكان لهم من الله شرح الصدور وشرف التبليغ عنه والتمكين لدينه! لهذا نريد يا خير أمة أن ندعو إلى الله بأخلاقنا لا أن نصد بها عنه سبحانه وتعالى! اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
[/size]
إن تزكية الأخلاق هي الغاية الأولى التي حددها صاحب الرسالة الخاتمة محمد صلى الله عليه وسلم لبعثته .
إذ قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وحري بأمة تقتدي بنبيها أن تقف على غايات رسالته وأن تدفق فيها محاولة استخلاص كل ما فيها من نفائس التطبيق راجية بذلك حسن الاتباع وسلامة العاقبة"
لكل ركن من أركان الإسلام الخمسة رسالته الأخلاقية التي متى انفكت عنه حولته إلى شئ لا معنى له ولا طائل من ورائه في الدنيا " الصلاة مثلا " الحكمة من إقامتها تتضح في قوله تعالى " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" فما حظ إنسان من صلاة يؤديها ولا ينتهي عن الفحشاء أو المنكر " والأخلاق السيئة منكر " وما قيمة هذه الصلاة عند الله تعالى ؟ وما أثر هذه الركعات في المجتمع ؟
إذن قيم الصلاة الأساسية الانعكاس الأخلاقي الحسن على من يؤديها ، وهذا الانعكاس هو السبيل الجدي لقبولها عند الله تعالى هذه الحقيقة هي التي جاءت في الحديث القدسي " إنما أتقبل الصلاة من من تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ومعصيتي ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب فالصلاة بمفهومها الحقيقي تحث على التواضع وعدم الاستعلاء على الخلق وعدم الإصرار على المعاصي وترقق قلبه على المسكين وأبن السبيل والأرملة والمصاب فيبادرهم بالحسنى والرحمة وما في الصلاة ينصرف إلى الأركان الأخرى وينطبق عليها ، فالزكاة ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب عنوة ، بل هي تطهير للنفس من أدران الذنوب وغرس لمشاعر الحنان والرأفة وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات وكل هذه حسنة يقصدها الإسلام وذلك كما يتضح من قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " وغاية الصوم التقوى ، والتقوى تكون بالابتعاد عن مخالفة الله تعالى في أمره أو نهيه في كل مجالات الحياة ومنها بالطبع الأخلاق وهذا ما جاء في الحديث الشريف " إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني أمرؤ صائم " الصيام بهذا المفهوم دعوة للتجمل بحسن الخلق والبعد عن الأخلاق الدنيوية الإنسان بيده أن يجعل صيامه عبادة متقبلة – ولن يكون ذلك إلا بحسن خلقه أثناء صيامه .. وبيده أيضاً أن يشقي نفسه بتفريغها من مضمونها فلا يناله منها إلا العطش والجوع . وركن الحج جاء فيه " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الذاد التقوى واتقون يا أولى الألباب " إن الحج لن يدرك جوهره بدون هذه الالتزامات الأخلاقية ولن يكون له آثر وفيه فسوق وجدال وانفلات أعصاب وأمور بغيضة وتفاخر بالأجناس والقوميات !
تبين من هذا العرض المجمل لبعض العبادات التي اشتهر بها الإسلام وعرفت إنها أركانه الأصلية متانة الأواصر التي تربط الدين بالخلق إنها أساسه في جوهرها ومظهرها ولكنها تلتقي عند الغاية التي رسمها صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم في قوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
الأخلاق مرتبطة بالأيمان ذاته وضعفها دليل على ضعف الإيمان وإلا فتفسير حديث رسول الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه " والبوائق هي الشرور على إطلاقها ، وغالبا ما تكون هذه الشرور ، أخلاقية . إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقاتها غير أنها تؤذي بلسانها فقال هي في النار ، ثم قال يا رسول الله فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها ، وانما تتصدق بالاثوار من الأقط بالقطع من الجبن وتؤذي جيرانها قال : هي في الجنة .
والدين والأخلاق عنصران متلازمان متماسكان ولا يستطيع أحد تمزيق عراهما ، وكون أدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق وهو عم أخلاقي يدل على النظافة والحرص على المجتمع لدليل قاطع أن ما يعلوه من أخلاق هو من صلب الإيمان وصميمه إن حسن عاقبة وفلاح المؤمن مرتبط بدمج الشق التعبدي مع الجانب الأخلاقي في الإسلام وهذا ما جاء واضحا في صدر سورة المؤمنون في قوله تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خشعون " عباده " والذين هم عن اللغو معرضون " أخلاق " والذين هم للزكاة فاعلون " عبادة " الذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون " أخلاق ومعاملات " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " أخلاق " والذين هم على صلواتهم يحافظون " عبادة " أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " .
هذه الملاحظات والمعاني التي تكشفت لنا بوقوفنا على بعض نصوص الكتاب والسنة لابد أن تحال إلى واقع ملموس يدلل به صاحبه على حسن إيمانه وفهمه الصائب للدين الذي ينتمي إليه!
ان هذا الانعكاس الأخلاقي لعبادات الإسلام هو الذي دعا به سلف الأمة الصالح الناس أجمعين إلى الدين فكان لهم من الله شرح الصدور وشرف التبليغ عنه والتمكين لدينه! لهذا نريد يا خير أمة أن ندعو إلى الله بأخلاقنا لا أن نصد بها عنه سبحانه وتعالى! اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
Mustafa- عضو مجتهد
- عدد الرسائل : 31
العمر : 52
۞ تاريخ التسجيل : 16/12/2007
احترام قوانين المنتدى :
رد: الإسلام دين الرحمة...والإخاء
عاشت ايدك حبيبي مصطفى على هاي المقاله الاكثر من رائعه
khalid- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 313
۞ تاريخ التسجيل : 26/10/2007
احترام قوانين المنتدى :
رد: الإسلام دين الرحمة...والإخاء
كلام رائع وينفع كدواء لأمراض هذه الايام.
aooa40- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 501
العمر : 59
الموقع : http://emshin.
۞ تاريخ التسجيل : 03/12/2007
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى